عالم “الفجيتال” يغيّر قواعد التسوق في الخليج

في عام 2025، لم يعد التسوق مجرد رحلة تقليدية إلى المراكز التجارية أو مجرد تصفح عبر المتاجر الإلكترونية. بل ظهر مفهوم “الفجيتال” (Phygital) ليعيد رسم ملامح تجربة المستهلكين في الخليج العربي بطريقة مبتكرة تجمع بين الواقع والرقمية. هذا المفهوم الجديد لم يعد ترفًا بل أصبح ضرورة ملحة تفرضها تطلعات العملاء المتزايدة نحو تجربة سلسة ومتكاملة….

في عام 2025، لم يعد التسوق مجرد رحلة تقليدية إلى المراكز التجارية أو مجرد تصفح عبر المتاجر الإلكترونية. بل ظهر مفهوم “الفجيتال” (Phygital) ليعيد رسم ملامح تجربة المستهلكين في الخليج العربي بطريقة مبتكرة تجمع بين الواقع والرقمية. هذا المفهوم الجديد لم يعد ترفًا بل أصبح ضرورة ملحة تفرضها تطلعات العملاء المتزايدة نحو تجربة سلسة ومتكاملة.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن أكثر من 50% من المستهلكين باتوا يفضلون اختبار المنتجات ماديًا في المتجر قبل اتخاذ قرار الشراء عبر الإنترنت. هذا السلوك يعبّر عن حاجة العملاء للمسة الإنسانية والتفاعل الواقعي مع المنتج، إلى جانب الاستفادة من سهولة ومرونة التسوق الرقمي.

استجابة لهذه التغيرات، بادرت العديد من الشركات والعلامات التجارية الكبرى في الخليج إلى تطوير حلول مبتكرة مثل خدمة “اطلب أونلاين واستلم من المتجر”، التي توفر للعملاء السرعة مع ضمان تجربة حسية للمنتج. كما أصبحت غرف القياس الذكية وتقنيات الواقع المعزز جزءًا أساسيًا في متاجر الأزياء والإلكترونيات، مما يسمح للزبائن بتجربة المنتجات افتراضيًا دون عناء.

تجربة “الفجيتال” لا تقتصر فقط على تحسين البيع، بل تمتد لتبني علاقة طويلة الأمد مع العميل، عبر تعزيز الولاء للعلامة التجارية. فالعميل الذي يحظى بتجربة تسوق ذكية وسلسة، سواء كانت عبر شاشة الهاتف أو داخل المتجر، يصبح أكثر ارتباطًا بالشركة وأكثر استعدادًا للتوصية بها للآخرين.

وتلعب أدوات تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي دورًا حيويًا في دعم استراتيجيات الفجيتال. فهي تمكّن الشركات من فهم سلوكيات عملائها وتخصيص العروض والخدمات بما يتناسب مع احتياجاتهم الفردية، مما يزيد من معدلات الرضا والمبيعات.

اليوم، لم تعد الشركات تتنافس فقط على جودة المنتج أو السعر، بل على التجربة الكاملة التي تقدمها للعملاء عبر جميع نقاط الاتصال. وكلما نجحت العلامة التجارية في دمج العالمين الرقمي والواقعي بذكاء، زادت فرصها في قيادة السوق وتوسيع حصتها في منطقة تشهد طفرة هائلة في التجارة الإلكترونية والتحول الرقمي مثل الخليج العربي.

في النهاية، عالم الفجيتال هو المستقبل. ومن يتقنه اليوم، سيكون بلا شك نجم الغد في عالم التجارة.

موضوعات ذات صلة