التجارة الاجتماعية في الخليج: عندما تتحول وسائل التواصل إلى منصات بيع ضخمة
تُعد التجارة الاجتماعية (Social Commerce) واحدة من أبرز الاتجاهات الصاعدة في العالم، ولا سيما في دول الخليج العربي حيث الانتشار الكبير لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. في عام 2025، لم تعد إنستغرام وتيك توك وفيسبوك مجرد منصات لمشاركة الصور والفيديوهات، بل أصبحت أسواقًا متكاملة تعرض فيها المنتجات، وتُجرى من خلالها عمليات الشراء مباشرة. هذا التحول جاء…
تُعد التجارة الاجتماعية (Social Commerce) واحدة من أبرز الاتجاهات الصاعدة في العالم، ولا سيما في دول الخليج العربي حيث الانتشار الكبير لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. في عام 2025، لم تعد إنستغرام وتيك توك وفيسبوك مجرد منصات لمشاركة الصور والفيديوهات، بل أصبحت أسواقًا متكاملة تعرض فيها المنتجات، وتُجرى من خلالها عمليات الشراء مباشرة.
هذا التحول جاء مدفوعًا بعوامل عدة، أبرزها ثقة المستخدمين بالمحتوى الذي يقدمه المؤثرون المحليون، واعتماد المتاجر على التسويق عبر الأشخاص بدلاً من الإعلانات التقليدية. فالمتابعون يتأثرون بآراء وتجارب المؤثرين، ما يجعلهم يتخذون قرارات الشراء بثقة أكبر. لذلك، اتجهت الشركات الخليجية لتخصيص ميزانيات ضخمة للتسويق عبر المؤثرين.
كما أن المنصات نفسها بدأت بتقديم ميزات مخصصة لتسهيل عمليات البيع، مثل خاصية “الشراء الآن” أو الروابط المباشرة إلى المتجر من القصص والمنشورات. هذه الميزات قللت عدد الخطوات بين لحظة اهتمام المستخدم بالمنتج ولحظة الشراء، ما زاد من معدلات التحويل بشكل كبير.
التجارة الاجتماعية أيضًا فتحت الباب أمام فئة جديدة من رواد الأعمال، مثل أصحاب المشاريع المنزلية أو المنتجات اليدوية، والذين وجدوا في وسائل التواصل منصة مجانية وفعالة لتسويق وبيع منتجاتهم دون الحاجة إلى متجر إلكتروني تقليدي.
وفي دول الخليج، تلقى هذه الظاهرة دعمًا من الحكومات من خلال سن قوانين تنظم التجارة الإلكترونية وتضمن حقوق المستهلكين، مما يمنح الثقة للمستخدمين ويشجع على المزيد من المبيعات.
من المتوقع أن تستمر التجارة الاجتماعية بالنمو لتشكل نسبة كبيرة من التجارة الإلكترونية في المنطقة خلال السنوات القادمة، خاصة مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي التي تساعد على تحليل تفضيلات الجمهور وتخصيص العروض لهم بشكل دقيق.
وفي الختام، التجارة الاجتماعية لم تعد مجرد ظاهرة عابرة، بل أصبحت نمطًا رئيسيًا في سلوك المستهلك الخليجي، وعلى الشركات مواكبتها إن أرادت البقاء في دائرة المنافسة.