الدفع الرقمي في الخليج: من النقد إلى النقر
منذ سنوات قليلة، كان الدفع عند الاستلام هو الخيار الأكثر تفضيلًا في التسوق الإلكتروني بدول الخليج. لكن في 2025، تغيّرت المعادلة جذريًا. فقد أصبحت حلول الدفع الرقمي، من المحافظ الإلكترونية إلى الدفع عبر الهاتف وخدمات “اشتر الآن وادفع لاحقًا”، هي السائدة والأكثر أمانًا وانتشارًا. هذا التحول جاء مدفوعًا بعدة عوامل، أبرزها الثقة المتزايدة في الأنظمة…
منذ سنوات قليلة، كان الدفع عند الاستلام هو الخيار الأكثر تفضيلًا في التسوق الإلكتروني بدول الخليج. لكن في 2025، تغيّرت المعادلة جذريًا. فقد أصبحت حلول الدفع الرقمي، من المحافظ الإلكترونية إلى الدفع عبر الهاتف وخدمات “اشتر الآن وادفع لاحقًا”، هي السائدة والأكثر أمانًا وانتشارًا.
هذا التحول جاء مدفوعًا بعدة عوامل، أبرزها الثقة المتزايدة في الأنظمة المالية الرقمية، والتشريعات الجديدة التي تحمي بيانات العملاء، والتكامل المتقدم بين المتاجر الإلكترونية والبنوك وشركات التقنية المالية (Fintech). في السعودية والإمارات، أصبح من الطبيعي أن تجد خيارات دفع متعددة في أي متجر إلكتروني، تشمل مدى، Apple Pay، STC Pay، وبطاقات الائتمان العالمية.
ميزة الدفع الرقمي لا تكمن فقط في سهولته، بل في سرعته وتوفيره لتجربة شراء سلسة. فالعميل يمكنه إنهاء عملية الشراء بثوانٍ دون إدخال بياناته في كل مرة، مما يرفع من نسب إتمام الطلبات ويقلل من معدلات التخلي عن السلة.
كما أن الدفع الرقمي وفّر للشركات أدوات تحليل قوية لفهم سلوك العملاء، وتخصيص العروض بناءً على أنماط الإنفاق. وأصبح بالإمكان الآن تقديم خطط دفع مرنة، مثل تقسيط المبلغ أو الدفع لاحقًا، مما زاد من معدل التحويل خاصة للمنتجات مرتفعة السعر.
الدفع الرقمي كذلك يعزز الأمان، حيث توفرت تقنيات مثل المصادقة الثنائية والتشفير، مما يقلل من مخاطر الاحتيال ويمنح العميل طمأنينة أكبر عند الشراء. وقد شجّعت الحكومات الخليجية هذا التوجه، من خلال دعم البنية التحتية المالية وتشجيع التحول نحو مجتمع غير نقدي.
المستقبل بلا شك يتجه نحو رقمنة كاملة لعمليات الدفع، وعلى المتاجر الإلكترونية الخليجية أن تواكب هذا التوجه ليس فقط بتوفير خيارات دفع متعددة، بل بتقديم تجربة مالية متكاملة وسلسة.